التّعصّب هو اعتقال الفكر في سجون الجهل . وليس التّعصّب انتماء حقيقيّاً لعقيدة أو مبدأ أو قناعة ، وإنّما هو التّمسّك بقشور لا تساهم في بناء الإنسان وإنّما في تدميره . ونرى جليّاً من حولنا المستوى الفكريّ المتدنّي الّذي وصلنا إليه من جرّاء انغلاقنا على أنفسنا . نحن نساهم في انقراض حضاراتنا .
ألتّعصّب مقبرة الإيمان ، فالرّسالات السّماويّة على اختلافها ، وجدت لخدمة الإنسان وبنائه ، ونحن مَن حوّلناها بتعصّبنا وعبوديّتنا إلى حروف جامدة لا تبنينا ، لا بل تدمّر مَن حولنا . وأقول " مقبرة الإيمان " ، لأنّ الإيمان هو العلاقة الحميمة مع الله ، وهذه العلاقة تفترض علاقة مع الآخر . فالمؤمن الحقيقيّ ، هو الّذي يبحث عن أخيه الإنسان أينما كان وكائن من كان ، ويمدّ يده له بغض النّظر عن أيّ اختلافات ، ويبحث معه عمّا يجمعهما وليس عمّا يفرّقهما .
ألتّعصّب مقبرة المحبّة ، لا ينبت إلّا الحقد والخوف من الآخر . وبانتفاء المحبّة يخضع الإنسان لعبوديّة ذاته وبالتّالي يفقد حرّيّته . ألحرّيّة تبدأ بالفكر وتتسرّب إلى القلب ، فينطلق الإنسان نحو الآخر ، يعترف به ، يقبله كما هو دون أن يقولبه . أنا حرّ عندما لا يعيق تفكيري أي قناعة مخالفة لقناعتي ، بل أناقشها وأبلورها دون أن أقتنع بها . أنا حرّ عندما أنظر إلى لالآخر على أنّه إنسان ، محترماً حقّه في الفكر والتّعبير .
Commentaires
Enregistrer un commentaire